أفضل مزود خدمات ترجمة: مورد خارجي أم داخلي؟
ندرج أدناه بعض العوامل التي يجب أخذها بالاعتبار عند اختيار مزود خدمات الترجمة بين الترجمة الداخلية والترجمة بالاستعانة بموارد خارجية.
01 الجودة والاتساق
المترجم المحترف الذي درس طويلاً وبجد ولديه سنوات من الخبرة لكنه يجهل ثقافة مؤسستك أم شخص يعلم منتجاتك قلباً وقالباً لكنه ليس لغوي محترف؟ من المفضل؟ هنا حيث يصبح الحوار ممتعاً.
لقد طورت صناعة الترجمة العديد من الأدوات والعمليات مثل إدارة المصطلحات وإعادة استخدام الترجمة والترجمة بالآلات الذكية والتحرير اللاحق لضمان الجودة والاتساق اللغوي. قد يكون تنفيذ هذه الأدوات والعمليات مكلفاً وهدراً للوقت.
يرى العديد من الشركات أن جمع مهارات هذه الموارد غالباً ما يكون أفضل سبيل إلى التقدم. فوضع حوار بين أخصائي منتج ووكالة الترجمة لتحديد مصطلح وأسلوب مفضل قبل البدء بالترجمة ثم ترك المترجم يستعمل هذه المعلومات لإنشاء النسخة الأجنبية من اللغة قد يصيب مربعي الجودة.
02 التوقيت
من واقع خبرتنا، يوجد منافع مختلفة لاستعمال مزود خدمة الترجمة (موارد داخلية وخارجية) حسب ما إذا كان لك متطلب صغير مطلوب بسرعة أو حجم كبير من العمل الذي تريد إنجازه خلال بضعة أيام. غالباً من يكون الموظفين الداخليين أفضل للتجاوب مع الطلبات القصيرة والعاجلة (على افتراض تواجدهم) حيث على مزودي خدمة اللغة إكمال الأعمال الورقية وإيجاد لغوي مناسب قبل البدء. لكن بسبب الموارد المتاحة لهم، يستطيع مزودو خدمة اللغة تحقيق أفضل النتائج إذا استجابوا لمتطلبات أكبر تحتاج إلى فريق من المترجمين العاملين بدوام كامل للالتزام بجدول المواعيد. بالإضافة، وكما سنرى في الأقسام التالية، غالباً ما بملك مزودو خدمة اللغة التقنية التي تستطيع زيادة الإنتاجية وإنجاز المشروع بسرعة أكبر.
03 التكلفة
يبدو أن هذه ليست مشكلة. فغالباً لا توجد تكلفة مادية مرتبطة باستعمال مورد داخلي بينما قد تتصاعد سريعاً فواتير من مزودي خدمة لغة مع عمل منتظم. ورغم ذلك تبقى هذه مسألة جدلية.
هل على الخبراء عند حساب المنافع اعتبار تكلفة هذه الموارد الداخلية الغير قائمين بعملهم “الصحيح” احتياجات؟ إذا كانت تعاني مبيعاتك لأن أفضل مندوب لديك مشغول بالترجمة، فقد يكون توفير تكلفتك غير فعال. لكن إذا كان لإكمال الترجمة أثر قليل على دور الموظف فمن الصعب عندئذٍ المجادلة بمنفعة التكلفة باستعمال مزود خدمة ترجمة داخلي.
04 القدرة على التعامل بكفاءة مع الكم المتزايد من العمل
غالباً ما تتطلب متطلبات الترجمة الحديثة القدرة على التعامل بكفاءة مع الكم المتزايد من العمل دون إشعار مسبق. وهذا يحدث عندما تستدعي فرصة عمل دولية توسع تشغيلي سريع. وهذا يعني وجوب أن يكون لدى مزود خدمة الترجمة البنية التحتية التكنولوجية والموارد اللغوية الكبيرة المتوفرة للتوسع مع ازدياد احتياجاتك من الترجمة. حتى لو كان لديك فريق داخلي يتقن لغات مختلفة، فنادراً ما يكون لديهم الأدوات المطلوبة والموارد الكبيرة المتوفرة للتوسع السريع.
05 التكنولوجيا
يبدو أن هذه هي البطاقة الرابحة لمزودي خدمة اللغة: تستطيع ذكريات الترجمة والمصطلحات وحتى الترجمة الآلية مع تحرير لاحق أن تحسن أوقات الإنجاز وتزيد من الجودة بضمان ترجمة المصطلحات باتساق.
بالإضافة إلى ذلك، يقدم العديد من مزودي خدمة اللغة أدوات دمج نظام إدارة محتوى لتسهيل عملية إدارة الترجمة ويمكنهم في كثيرٍ من الأحيان تحرير تنسيقات ملفات غير قياسية.
في حين كانت هذه التكنولوجيا منذ فترة طويلة احتياطياً لمزودي خدمة اللغة، فقد استثمر العديد من الشركات التي لديها متطلبات ترجمة كبيرة ومستمرة في التكنولوجيا بنفسها وعينت إما موارد داخلية للقيام بالعمل ضمن إطار عملها أو حتى الطلب من مزودي خدمة اللغة القيام بذلك. ومع ذلك، يبقى هذا بعيد المنال بالنسبة للعديد من الشركات التي تعتمد على مزودي خدمة اللغة للحصول على التكنولوجيا المتطورة المستخدمة في هذه الصناعة.
إدارة سير العمل
وجود مترجمين داخليين يجعل من السهل التكيف مع المشاريع العاجلة أو الاستجابة لتغيرات اللحظة الأخيرة. ومع ذلك، تختلف المشاريع من حيث تعقيدها ويمكن أن تتطلب إدارة إضافية للمشروع ودعم هندسي ولغوي. لا أحد يتوقع أن يقوم المترجمون الداخليون بإدارة الميزانية أو الجداول الزمنية للمشروع أو بيانات الترجمة أو أي مسائل أخرى تحدث أثناء عملية التوطين.
تأتي إدارة المشروع كجزء من الخدمة التي يوفرها مزود خدمة اللغة. في سير العمل هذا، يكون الفريق المخصص مسؤولاً عن المواعيد النهائية للمشروع والتسليم. ليس هذا فحسب، بل إن لدى مديري المشاريع الخبرة التكنولوجية والعملية لتحسين عملية الترجمة لتلبية الاحتياجات المحددة لمشروعك.
الخلاصة
لا توجد إجابة محددة على النقاش الدائر حول مزود خدمة: الموارد الداخلية والخارجية. يعتمد الكثير على جودة وتوافر كلٍ من الموارد الداخلية والخارجية، ولكن أينما وضعت ميزانيتك للترجمة، ضع في اعتبارك أن الجهد المشترك يمكن أن يكون أفضل طريق للمضي قدماً. لن يستهين بك مزود خدمة لغة مهني باستخدام موارد داخلية حيث يعمل بشكل أفضل لك من حيث التكاليف أو المواعيد النهائية، ولكن عليك التفكير في مشاركة هذا المحتوى مع مزود خدمة لغة حتى يتمكن من تضمين تلك الترجمة في ذاكرة ترجمتك مما يتيح لك تحقيق فوائد مستقبلية.
وبالمثل، إذا كنت تطلب من مزود خدمة لغة إكمال جزء من العمل أكمله مورد داخلي بنجاح، فسيكون من الإهمال عدم تمرير الترجمات السابقة للرجوع إليها. يمكن أن يكون المورد الداخلي جزءاً من تخطيط المشروع حتى يتمكن مزود خدمة اللغة من تكييف الأسلوب والمصطلحات المتماسكة. يجب أن لا يشعر مشتري الترجمة بأن عليه اختيار أحد الحلول على حساب الآخر بل عليهم التفكير في أفضل السبل التي يمكن أن تعمل بها الموارد معاً. يجب أن يدرك مزودو خدمة اللغة أيضاً أن هناك مواقف تناسب عملائهم بشكل أفضل للقيام بالعمل داخلياً. وعليهم تبني هذا الموقف والعمل مع عملائهم لضمان أنه لا يزال بإمكانهم الاستمتاع بالمزايا التي يمكن أن تقدمها التكنولوجيا والخدمات الخاصة بهم.