تذوق اللغة
كيف يمكن تذوق اللغة ولماذا نحن بحاجة إليها؟ دعنا أولا الإجابة على بعض الأسئلة البسيطة:
هل سبق لك التفكير في موضوع اللغة؟
هل تقوم فعلا بتحليل لماذا تقوم باختيار كلمات معينة بالتحديد لتكوين جملة ما؟
ما الذي يؤثر على ردود الفعل اللفظية على ألفاظ معينة؟
السؤال الأخير هو بالفعل المثير للجدل في هذا السياق. لذا دعنا نفكر بالعوامل التي تؤثر على لغتك. سوف يساعدك ذلك على تذوق اللغة بالقدر الممكن.
الخلفية
الخلفية هي، بشكل مؤكد، الرقم واحد. إذ أن الخلفية تلعب دورا مهما في هذا المجال، بسبب كونها تعكس فيض أفكار الشخص، الحالة النفسية، الثقافة وأخيرا الظروف العائلية. هناك مثلا ” انتظر حتى تسمع الكلمة الأولى الصادرة من فم غرير وسوف تعمل هذه الكلمة على تعريفكم بهذا الشخص.
المحتوى
يتوفر فئات ثانوية أخرى. مثال، موضوع الحديث، المعرفة العامة حول المسألة والمستمعين.
الخبرات الحياتية
هذا العامل هو، في الحقيقة، ما يقودك الى العمق. ماذا واجه الشخص في حياته يجعله اكثر حكمة، صاحب تجارب وناضج. الخبرة الحياتية مرتبطة مع الذاكرة تجعل من كل شيء يعمل بشكل مختلف.
النظام الحسي
يمكن أن تلعب الحالة الجسمانية دورا جوهريا أيضا في هذا المجال. لقد ثبت أن الإدراك الحسي هو الاقوى بين كل الأمور الأخرى. حالما يصبح الشخص شيئا ما يمكنه استحضار الصورة في ذهنه بشكل سهل، مصاحبة بالانطباعات الشخصية والتحدث عنها. الدور الثاني المدرك في الأحاسيس هي الرائحة والذوق. وأخيرا يعقب ذلك الإدراك أللمسي والسمعي.
هل يفكر الناس باللغة؟
في الكثير من الأحيان نعم. ولكن ليس دوما. يمكنك بسهولة استحضار الصور الذهنية والإحساسات والتي يصعب التعبير عنها بالكلمات. يمكنك التفكير حول صوت السيمفونية، شكل الكمثرى أو رائحة الخبز المحمص. لا يتطلب أي مما سبق لغة للتعبير عنه.
هل نقوم في بعض الأوقات بقول الأفكار دون استخدام الكلمات؟
بعيدا عن ذلك، نريد التركيز على كيفية التعبير عن الأفكار والآراء. انني على علم إننا سوف لن نتمكن التنبؤ باختيار الكلمات تلقائيا، ولكن كيف يمكن أن نكتشف الأسلوب الذي يمكن الوصول إليك بسهولة.
في الوقت الحاضر، يريد الجمهور التحدث وليس الإصغاء… الوصول الى القدرة على التعبير عن نفسك والأكثر أمية الإصغاء يعتبر شعورا بالرضي بشكل كبير.
نذكر فيما يلي بعض العوامل التي يمكن أن تساعد للتعبير عن آرائك وأفكارك.
- معرفة الهدف الذي تنوي تحقيقه
تأكد، قبل أن تحاول فتح فمك وتبدأ الكلمات بالخروج من فمك أن تتكلم بشكل واضح وتعبر عن أفكارك وآرائك التي تريد التعبير عنها. معرفة اين تريد توجيه حديثك يساعد بالفعل على منحك مزيدا من الثقة بالنفس.
عندما يصبح الحاضرين أنك واثق من نفسك فإن ذلك سيعمل على حرص أكثر من جانبهم للإصغاء اليك.
- تجاهل تعريف الكمال من أجل منح طعم للغتك.
يطلب منك الجلوس فقط وسؤال نفسك، ما هو الكامل بالفعل؟ هل هناك شخص كامل 100%؟ الحقيقة تتمثل في اننا أناسي وفي الحقيقة لا يوجد واحد منا كاملا ولا يخلو من عيب معين. الخطأ البسيط مقبول، لا توجد حاجة لأن تكون صارم ومتمسك بالنقطة التي تبدأ تلح للوصول الى رأيك. طالما انك تعلم موضوع الأهمية، فإن خطأ بسيط يمكن أن يتم تجاوزه والتغاضي عنه.
- اعتبرها أمورا رئيسية
يمكنك التفكير عن السبب الذي من أجله تتوقف عندما قيام شخص ما بالتعبير عن رأيه. تذكر أيامك في المدرسة والكلية مع المدرسين المحاضرين أمام الصف. أن تكون مصغيا لمحاضرة يعتبر شيئا مضجرا.
في الحقيقة لا تحتاج استخدام الكلمات الصعبة. الحقائق السهلة التي تعرض بأسلوب مثير ستكون أكثر من كاف للمحافظة على إصغاء الجمهور والمستمعين. يعتبر شيئا مضجرا بشكل كبير أن شخصا ما يدردش بعيدا عنك لفترة 30 دقيقة عندما تكون المحادثة يمكن إنهاءها خلال نصف الوقت سالف الذكر.
الالتفات يمينا ويسارا لن يعمل على انجاز الموضوع المثار من جانبك. لا تعمل على وقوع المستمعين إليك في النوم أثناء المحاضرة.
- تظاهر بأنك وحيد
تعتبر كيفية فهم الجمهور لما تقول واحدة من المخاوف العظيمة للتعبير عن رأيك أمام حشد من الناس. هل يمكن أن تتحمل في الحقيقة كونك من هذا النوع من البشر؟
تصور أنك وحيدا وتتحدث عن الفكرة التي لديك؟ ستبقى هادئا وهذا سيسمح لك البقاء مركزا على الموضوع التي تطرقه في حديثك.
- نقح وراجع ما ستقوله
نعم ….. مراجعة بسيطة لما ستقول سوف يساعد على الانتقال للمستوى التالي. العامل الذي تكون واثقا من معرفته المتمثلة في معرفة ما سوف تتحدث عنه يعتبر عونا لك بشكل كبير.
عندما يشعر من يصغي إليك أنك تعلم أنك متأكد ما تنوي التعبير عنه فاهم سيثقون بك ويقتنعوا بفكرتك. فكر بالأسئلة المحتملة التي يمكن أن تثار حول موضوعك المطروق للبحث والإجابات الجاهزة لديك عن تلك الاستفسارات.
أن تعلم كيف توصل أفكارك وآرائك يعتبر إجراء بسيط، أننا كلنا بني آدم وكل من لديه ا لمخاوف والقلق. التحدث يجب أن يكون ممتعا وليس مضجرا. يجب ان يتوفر لديك الثقة بنفسك. إذا كنت تعلم أن الموضوع الذي ستطرقه فلا تخاف، دع الكلمات تخرج من فمك بسلاسة.
نأمل ان هذه الحقائق والملاحظات سوف تساعدك على تذوق لغتك بشكل أفضل. بقراءة الملاحظات أعلاه وممارستها عمليا فإنك ستكون قادرا على أن تكون أكثر ثقة في التعبير عن الأفكار والآراء التي لديك وسوف تصبح كأنها قطعة من الحلويات الممتعة. الكلمة لها مثل هذه القوة.. لذا دعنا نتذوق لغتك….