أثر تطور اللغة على الترجمة
ندرك جميعًا حقيقة أن كل شيء في الكون يحتاج إلى التغيير من أجل أن يعمل بشكل صحيح. وهذا هو المفهوم الكامن وراء التطور، وهو أيضًا عملية تحدث باستمرار وتتصف بالتغيير المستمر في سلوكيات مختلفة. ومع ذلك، وعندما يتعلق الأمر بتطور اللغة، فإن ذلك له تأثيرًا كبيرًا على عملية الترجمة لأن عملية الترجمة مرتبطة ارتباطًا مباشرًا باللغة.
في الغالب وكل يوم آخر هناك كلمات جديدة، وخصائص نحوية يتم إضافتها لكل لغة حول العالم. وكذلك، هناك بعض الكلمات القديمة والعبارات التي نحتاج لحذفها من اللغة حتى تساير اللغة التطور مع تغيير هذه الكلمات. من أجل التسهيل على مجتمعاتنا، فإن اللغات أيضا مقسمة إلى أنواع فرعية، الفنية منها، الطبية وهكذا. على أي حال، فإن تقسيم اللغة لا زال بحاجة الى قواعد صحيحة للترجمة بسبب الإضافات والحذف المستمر للكلمات. لذا فإن المترجمين يواجهون صعوبة بالغة وتحديات في مجال الترجمة بسبب تأثير التطور على اللغات، وكذلك فإن اللغة تعتبر المفتاح الرئيسي للتواصل لدرجة أنه من الصعوبة بمكان على المترجم القيام بموضوع الترجمة بأسلوب سهل لفهم مع الاحتفاظ بالمعنى نفسه للموضوع المترجم.
لتطور اللغة الأثر الأكبر في مجال الترجمة. في هذا المجال دعنا نبحث قليلا في تفاصيل ما يسمى بتطور اللغة، وأثر ذلك على الترجمة حتى يتمكن القراء من الحصول على معرفة تامة حول هذا السيناريو.
تطور اللغة
يتواصل الناس مع بعضهم بعضا بواسطة اللغة بأسلوب استخدام اللغة كوسيط لتبادل الأفكار، العواطف، المقاصد.. الخ. في نفس الوقت قام الإنسان بتطوير مجال واسع من الأنظمة التي يطلق عليها الآلات، بكلمات سهلة لتسهيل شئون حياتهم، وبرمجتها بأسلوب يمكن لهذه الأنظمة فهمها والتواصل باستخدام اللغات ولكن حتى في الكلمات الشائعة عالميا، ولكن في الواقع لا وجود لأي شيء أن يتواصل مع شخص آخر غير الإنسان نفسه أو نظام يستخدم اللغة. هناك العديد من اللغات المرئية بالكامل أو لغات الإشارة، وهذا أيضًا تم إنشاؤه بواسطة الأشخاص باستخدام أجهزة وآلات مختلفة لأن هذا ما نسميه تطور اللغة.
تعتبر اللغات المستخدمة بين الناس فريدة وجميلة في كافة مناحيها ومختلفة عن أساليب تواصل الحيوانات. لغة الإشارة أو اللغة المرئية المستخدمة من الحيوانات ليست شيئا عند الحديث عن لغة الإنسان. على الرغم من أنه لا يوجد من بيننا أي أفكار حول نشأة اللغة وتطور لغة الإنسان، التي نشأت منذ 200000 سنة سابقة. وهذا يعني أنه لا بد من وجود لغة أيضا في ذاك الوقت كانت مستخدمة من البشر. مع ذلك، مع مرور الوقت، ومع اختراع الكثير من التكنولوجيات، استمرت هذه اللغة بالتطور. حتى اليوم، فأن اللغات تشهد تغيير من حيث كلمات جديدة، وجمل جديدة وقواعد جديدة وعوامل أخرى كثيرة.
الترجمة في الأزمان السابقة
تعتبر الترجمة أمرا قديما ولكن مع ذلك موضوعا مثيرا للاهتمام. حيث قامت الترجمة بإلغاء الحدود التي وضعها الناس بسبب الاختلاف في اللغات. قبل توفر مفهوم الترجمة، اعتاد الناس على تجنب التجارة والأعمال والأمور الأخرى التي تحتاج إلى تواصل بين مجموعتين أو أكثر أصحاب اللغات المختلفة. لكن، عندما تحقق مفهوم الترجمة، فإن ذلك أنهى الحد الذي يمكن للفرد توسيع عمله حول العالم بمساعدة المترجمين متعددي اللغات والذي عمل على مساعدة الناس فهم الأمور الغريبة عنهم بلغات مختلفة.
الترجمة عملية قديمة تم تنفيذها لأول مرة في عصر بلاد الرافدين. كما يرتبط فرع من الترجمة بالرهبان البوذيين الذين اشتهروا بترجمة الوثائق الهندية إلى اللغة الصينية. اشتهر الشعراء الرومان أيضًا بترجمة النصوص اليونانية القديمة. ومع ذلك ، لم تكن عملية الترجمة مُحدَّثة ومُنظمة كما هي عليه الآن، بل كان هناك العديد من الجوانب المهمة الأخرى التي ليس لدى هؤلاء المترجمين أي فكرة عنها، والتي تعتبر مهمة في مفهوم الترجمة اليوم. أيضًا، لم يكن مفهوم للترجمة الآلية معروفا في ذلك الوقت حيث كان يستخدم الناس نهج الترجمة من كلمة إلى كلمة لعملية الترجمة.(الترجمة الحرفية).
ترجمة اللغة
يمكن أن نقول ببساطة أن ترجمة اللغة هو عملية إعادة صياغة معنية إعادة صياغة النص في لغة ما الى النص في لغة أخرى، ولكن مع التأكيد بأن الرسالة الأصلية والتواصل يجب أن يبقى مشابها. على الرغم من وجود أساليب مختلفة للترجمة التي يستخدمها المترجم لتنفيذ العملية والمفهوم الرئيسي بطريقة تكون مشابهة لنفس لغة المصدر. يمكن اللجوء الى عملية الترجمة الحرفية أو الحصول على الفكرة التي يقتضيها النص ومن ثم استخدام الكلمات الأكثر مناسبة في اللغة الأخرى لترجمة الفكرة الأساسية الواردة في النص. على أي حال، فإن النص يتم ترجمته الى اللغة المستهدفة الأجنبية بأسلوب يمثل نفس النص، ومفهوما للقراء الأجانب حيث يسرد نفس المعنى المراد في النص الأصلي.
ليست ترجمة اللغة سهلة، حيث تشتمل على عدة عوامل ومزايا والتي تعتبر ملزمة وضرورية لعملية الترجمة. يمكن لأي مترجم التغاضي عن العوامل المصاحبة للترجمة اللغوية والتي يمكن أن تشتمل على النتائج التي لا تتماشى مع العالم الحديث. واحد من تلك العوامل يتمثل في النواحي الثقافية. تجاهل الأمور الثقافية في الترجمة يمكن أن يؤدي الحصول على نص مستهدف، والذي لا يعكس المعنى الصحيح لنص المصدر بعدة أساليب.
نشوء الترجمة الأنجليزية
ناقش العلماء والمؤرخين تاريخ الترجمة على مدى فترة زمنية طويلة، ولكن من المعروف عمومًا أن الترجمة تسبق الإنجيل. يصف الكتاب المقدس لغات مختلفة والتفاعلات بين المتحدثين من مناطق مختلفة. منذ بداية التفاعل البشري، كانت متطلبات الترجمة واضحة، سواء لأسباب عاطفية أو تجارية أو لأسباب تتعلق بالبقاء. تدرك الشركات أنه بدون ترجمة المواد التسويقية ووثائق الأعمال، فإنها لن تكون قادرة على اختراق الأسواق الخارجية بنجاح أو التوسع على الصعيد الدولي. نتيجة لذلك، استمر الطلب على خدمات الترجمة في النمو وأصبح الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى.
سعت الشركات دوما لتسخير الترجمة من أجل الدخول في أسواق جديدة بعد النمو الصناعي السريع، والذي نتج عنه استخدام الآلات التي عملت من موضوع الترجمة أمرا سهلا. منذ القرن الثامن عشر، اسهمت الترجمة في عملية عولمة الاقتصاد، واستفاد الكثير من الشركات من خدمات الترجمة. القدرة على الترجمة، وفهم المستندات حول العالم تنقلت بالكامل بسبب تطور آلات الترجمة وظهور الانترنت
النظرية الحديثة وممارسة الترجمة
تابع الاقتصاد نموه السريع وتحول على نشاط آلي لتحقق نجاح عالمي أعقب الثورة الصناعية. وبسبب ظهور الآلات الجديدة أصبح من الممكن لإنتاج النصوص والأعمال التجارية الأخرى بسرعة مذهلة، وقد تم تكريس الوقت لتطوير الأعمال وترجمة المواد لِأغراض تسويقها في الأسواق العالمية. استفادت الشركات من خدمات الترجمة الرسمية منذ القرن الثامن عشر الميلادي، ولكن انتشار الانترنت الواسع كان علامة تميزت بها الممارسة الحديثة للأعمال.
قدم المترجمون عبر التاريخ، والذين كانوا في كثير من الأحيان شخصيات مجهولة الاسم بعضًا من أكبر المساهمات في نشر الأفكار والمعرفة والنظريات. كان العمل كمترجم محفوفًا بالمخاطر في بعض الحالات، بل إن بعض الأشخاص فقدوا حياتهم نتيجة لعملهم. الإنترنت وأجهزة الكمبيوتر المحمولة هما فقط اثنان من العديد من الموارد المتاحة للمترجمين اليوم للمساعدة في عملية الترجمة. نظرًا لأن الاقتصاد العالمي والتعليم وتبادل المعرفة والتجارة فإن خدمات الترجمة أصبحت مترابطة بشكل متزايد، حيث احتلت أيضًا دورًا مهمًا في المجتمع. يمكننا أن نقدر عمل الترجمة الشاق الذي قام به المترجمون الأوائل في التاريخ بالنظر إلى المدى الذي وصلت إليه الترجمة بمرور الوقت. بالإضافة إلى ذلك، يسعدنا أن لدينا الآن ترجمات أكثر دقة وهي متاحة على نطاق واسع.
أثر تطور اللغة على الترجمة
كانت الإشارات والرموز أساسا للتواصل الكتابي. كذلك استبدلت الحروف الهجائية القائمة على الحروف والتي تمثل أصوات اللغات المترجمة. بدأت مجموعات الناس في الانتشار مع مرور الوقت، وبدأت اللغات تختلط. كان لابد من وجود وسيلة للتفاعل بين الناس. وقد كان الجواب ضرورة وجود المترجمين التحريريين والفوريين. كان لابد من ترجمة المستند يدويًا في الأيام الأولى للترجمة. بشكل نموذجي، شاركت مجموعة من الأفراد ثنائيي اللغة في العملية. من أجل تنظيم وتقديم المستندات إلى العالم، فإنهم سيعملون على أساس جملة مقابل جملة، كلمة مقابل كلمة وذلك للعديدة من الشهور أو حتى سنوات. بعبارة أخرى، فإن للغة المتطورة تأثيرا كبيرا على الترجمة.
تعتبر الترجمة المستقبلية مثيرة حقًا نظرًا لأن الحوسبة تتزايد قوتها بمعدل أسي. في جميع أنحاء العالم ، تم توثيق تطورات لا تصدق في كل مجال في مئات من المقاييس المختلفة. على الرغم من أنه يمكن العثور على الكثير من البيانات عبر الإنترنت، فكيف يمكن مشاركتها إذا كانت مكتوبة بلغات مختلفة؟ الويب الدلالي هو مفهوم يحمل الإجابة. يركز الويب الدلالي على الترجمة الفورية لمحتوى الويب متعدد اللغات لجعل عمليات البحث عن المعلومات واسترجاعها عالمية ، بغض النظر عن لغة لغة المعلومات أو لغة البحث. نظرًا لوجود أكثر من 6800 لغة في العالم، يستخدم الكثير منها نصوصًا مميزة ، فإن المفهوم لا يزال بعيدًا إلى حد ما.